تاملات في الثورة

مثلت الثورة التونسية منعطفا مفصليا في تاريخ تونس الحديث والمعاصر لا فقط من ناحية سلميتها والهبة الشعبية التي رافقتها بل كذلك من تميز الشعارات التي رفعتها .فبعد ان عاش العرب طويلا على وطىء الثورات او التغييرات السياسية التي تاتي عند طريق العسكر او انقلابات ناعمة كتلك التي تاتي من داخل الانظمة اما باحالة راس النظام عن طريق الاحالة على التقاعد الوجوبي او عن طريق التوريث وان اقتضى الامر تغييرا في الدستور .عاشت الشعوب العربية على وقع الثورة التونسية .والتي كان من محركيها الفاعلين على الميدان شباب ثوري ثائر ..على انظمة ديكتاتورية سحقت الانسان واوغلت في كرامته ونهبت ثرواته بكل السبل .فجائت الثورة التونسية مبشرة .بحلم انساني وطني يدعو للكرامة والحرية والمشاركة في الفعل السياسي .بدون اقصاء وبدون استثار .الا ان ما لوحظ ان هذه الاحلاام امست تتضائل شىء فشيىء بمضي الوقت ذلك ان هذه الثورات في تونس او مصر مثلا لم تاتي للحكم باحزاب او بشخصيات ديمقراطية وان تشدقت بذلك على مستوى الشعارات والعناوين .فالمسالة اضحت صراعا وصل للمواجهات المسلحة بين من اوصل هؤلاء لكراسي الحكم وبين الثوار المتمركزين في الميادين والشوارع والساحات العامة .شعار هذه الثورة التي جاءت كمطلب ملح للكرامة والحرية والديمقراطية واستقلالية القرار الوطني تغطس شيئا فشيئا في دائرة المؤسسات المالية الدولية والتبعية الهالكة للخارج الاتي من بعيد لاجهاض هذه الثوارت .وهو المسلح بالمال والاغراءات وحتى الترهيب .فما يكون مصير هذه الثورات هل ستتخلى عن شعاراتها ام تمضي قدما رغم كل العوائق