ترجل الفارس شافيز

ترجل شافيز عن جواده.تعب الفارس .اراد ان يرتاح يرتاح قليلا في ظل جشرة وارفة الظلال .هوائها عليل وتحتها جدول يجري يسر الناظرين .ترجل الفارسوهو يجول بين ناظريه في ربوع الوادي .ويرى جيوش العمال .تعمل بجدفي الحقول المنتاثرة على امتداد البصر .رفع بصره عاليا حيث السماء ناجى ربه .اي الاهي اجعل هذه الارض منزل بركتك وبركاتك .نزع الحزام من وسطه اراد فقط ان يرتاح من تعب السفر مر بجواره جمع من العمال .حياهم بابتسامته العريضة .شافيز .كان في الحقل وحيدا .وحده وجواده .خرجت عجوز من جمع العاملين واتجهت نحوه تريد تقبيله .بسط ذراعيه دسها في صدره ارادة تقبيل يده .سحبها سريعا ولفها على جسد العجوز الواني .قبل راسها وقبل يدها .قالت له انها كانت تعاني الفقر والخصاصة .لا تجد ما تطعم اولادها فكيف لها ان تعالجهم .قالت له انها لم تكن تملك منزلا بل تسكن في الجبال مع الذئاب قالت له ان قريتها لم تكن تعرف الطريق ناهيك عن عن قنوات الماء والتيار الكهربائي .قالت له انه لم تكن توجد مدرسة في قريتها فلم تكن تفكر في التعلم والتعليم اصلا .تحقق كل هذا في عصرك سيدي فكيف لي ان لا قبل يدك .قال; اكرمتني بحبك سيدتي فما فعلت هذا الا لاجلك فلا عائلة لي الا انتم ولا وطن لي الا انتم .يكفيني كل هذا الحب وان اكون بينكم .يكفيني ان ارى شعبي يتعلم ويعمل ويحب ويرقص .يكفيني ان احفظ  كرامة كل فينيزويلي يكفيني ان ارفع شانكم بين الامم ..سحبت العجوز جسمها بين يديه ومضت الى حال سبيلها .نزع حذائه العسكري .غسل وجهه من ماء الوادي واتكا على الشجرة .راى العصافير تغدو وتجيؤ اسرابا في السماء راى الفراشات ترقص جذلى امامه .اخذ نفسا عميقا ارتفع له صدره .اغمض عينيه .قال في نفسه اريد ان انام وفي راتاي هواء فنزويلي .قرر الفارس ان ينام .نومته الاخيرة .فنام والى الابد .نام نعم نام لكن ذكراه لم تمت نام نعم نام لكن حبه للحق والعدل لم تمت .